البولنديون بين مهتمٍّ وغير مبالٍ بالعرس الكروي

إيلي مندلق

بولندا - قبل يوم واحد من انطلاق العرس الكروي الكبير والمباراة الافتتاحية بين أصحاب الضيافة واليونان في ملعب وارسو الوطني، انقسم الشارع البولندي بين مهتمٍّ وغير مبالٍ بالحدث، الذي تستضيفه البلاد مشاركة مع أوكرانيا للمرّة الأولى في تاريخها.

وباتت المدن المضيّفة ليورو 2012 في بولندا على أتم الاستعداد لاحتضان المسابقة التي ستنطلق من العاصمة وارسو، التي استيقظت صباح اليوم على أنغام الموسيقى الجميلة التي عزفتها إحدى الفرق الموسيقية البولندية من داخل منطقة المشجعين (فان زون)، مما دفع بالناس للتوجّه إلى هناك، حيث شهدت الشوارع المحيطة زحمةً كبيرةً خصوصاً أمام البوابة الرئيسة للـ"فان زون" التي ما زالت مقفلة أمام المشجعين لإنهاء الاستعدادات.

وفي استطلاع صغير أجريناه صباح اليوم على شريحة من الفئات العمرية الموجودة في المكان، انقسم رأي الشارع البولندي بين مهتمٍّ وغير مبال بأهمية استضافة البلاد للحدث ونتيجة مباراة بولندا مع اليونان، فقالت آنا التي تملك مقهى في وسط المدينة: "إني سعيدة جداً باستضافة بلادي لهذه المسابقة الكبيرة، خصوصاً أن ذلك ينعكس إيجاباً على السياحة في البلاد ".

وعن رأيها بالمنتخب الوطني قالت السيدة البالغة من العمر 35 عاماً: عادة لا أشاهد كرة القدم ولكني أنتظر مباراة يوم غدٍ بفارغ الصبر وآمل أن تفوز بولندا".

أما أندريه، وهو مدير في إحدى شركات الكهرباء ويبلغ من العمر 42 عاماً، فاعتبر أن البطولة ستساهم في إضفاء جوٍّ من السعادة، كما توقّع فوز منتخب بلاده بنتيجة 1-صفر أو 2-1.

وأكّد ماتيوس (32 عاماً) وهو موظف في أحد المصارف في وارسو: " إنه شيء مميّز جداً بالنسبة لي ولبلادي أن تستضيف هكذا مسابقة"، مؤكّداً أن بولندا ستتفوّق بهدف أو هدفين دون مقابل وأنها ستتأهّل دون شك إلى الدور رُبع النهائي.

في المقابل، قال يازيك (51 عاماً) وهو موظف حكومي، إنه لا يهتمُّ بكرة القدم وليس من متابعي المنتخب البولندي، مشيراً إلى أن إقامة البطولة في بولندا ستجعل من الطرقات مزدحمة، في حين كشفت زوجته كارولينا أنها تحب كرة القدم وتتطلّع قُدماً لمباراة الغد، إلا أنها لا تتوقّع فوز بلادها على اليونان.

ومن جهته قال فيليب، وهو شاب في العقد الثاني من عمره قَدِم إلى المكان وهو يجرُّ عربة صغيرة وضع عليها بعض أعلام بولندا وأدوات التشجيع، إن الإقبال على الشراء ما زال ضعيفاً بعض الشيء، لأن البطولة لم تنطلق بعد. وعن رأيه في الحدث وتوقّعاته لنتيجة مباراة الغد قال: "عادة لا أشاهد كرة القدم ولا أتابع المنتخب البولندي لذلك لا أستطيع الإجابة".

واتفق الجميع على أن النجم الأوّل في المنتخب الوطني هو مهاجم وهدّاف بوروسيا دورتموند الألماني روبرت ليفاندوفسكي الملقّب بـ "ليفانغولسكي" والذي سجّل 22 هدفاً مع فريقه في الدوري الألماني. وحلّ ثالثاً على لائحة الهدّافين.

وتُمنِّي بولندا النفس باستغلال عاملي الأرض والجمهور للفوز بالمباراة قبل مواجهتيها القويّتين مع كلٍّ من روسيا وتشيكيا وتسعى إلى دخول التاريخ وتحقيق فوزها الأوّل في ثاني مشاركة لها في نهائيات كأس أمم أوروبا.