قد لا يكون لمسيرة أي مدرّب تأثيرٌ فنيٌّ على المنتخب الذي يتسلّم قيادته، لكن إنجازاته كلاعب تمنحه بعض الحظوة لدى الجماهير، وأحياناً الكثير من الإلهام للاعبين، وفي بطولة أمم أوروبا، التي ستنطق بعد ساعات هناك مدرّبون سطروا ملاحم رائعة حين كانوا لاعبين، وهناك مَن لم تتجاوز شهرته البلاد التي لعب على ملاعبها.
ترباتوني.. الأكثر نيلاً للألقاب والأكبر سناً
ثلاثة مدرّبين فقط من جنسيات تختلف عن المنتخبات التي يدرّبونها في يورو 2012، بالتأكيد أشهرهم لاعباً ومدرّباً هو المدير الفني لمنتخب ايرلندا الإيطالي جيوفاني ترباتوني وهو علاوةً على ذلك، يتصدّر قائمة الأكبر سنّاً بين المدرّبين الـ16 في البطولة، إذ بلغ سن الـ (73) عاماً في آذار/ مارس الماضي.
وكلاعب مثّل ترباتوني نادي ميلان، لأكثر من 10 سنوات، وقبيل الاعتزال كان له تجربة مقتضبة مع نادي فاريزي لم تتعدَّ عشر مباريات.
وبدأ لاعب ميلان في مركز قلب الدفاع، ثم تقدّم قليلاً ليصبح في الوسط المدافع، كان شديد التأثّر باللعب الدفاعي والحذر، وشارك في بطولة كأس العالم عام 1962 في تشيلي، وكان أحد أعمدة الأزوري، ثم تقاعد من اللعب الدولي وفي جعبته 17 مباراة دولية، مرفقةً بـ 284 مباراة على مستوى الأندية، قبل أن يشرع برحلة تدريبية ستجعله من أشهر مدرّبي اللعبة في العالم.
وتعدّ سيرة لاعب منتخب إيطاليا السابق، الأغنى كمدرّب، من حيث الألقاب التي نالها، فهو واحد من أربعة مدرّبين فقط في العالم حقّقوا الدوري (10) مرات في أربعة بلدان مختلفة (إيطاليا، أُستراليا، البرتغال، ألمانيا) من مجموع 22 لقباً نالها.
وعلى صعيد المنتخبات، عُين ترباتوني مدرّباً لإيطاليا صيف عام 2000، لكنه لم ينجح بقيادة منتخب بلاده إلى أبعد من الدور الثاني في كأس العالم 2002، كما خرج من الدور الأوّل في يورو 2004.
وفي عام 2008 اختار الاتحاد الايرلندي المدرّب المُلقّب بـ"الأنيق"، ليقود المنتخب في تصفيات كأس العالم 2010، وكان منتخب البلاد على بعد خطوة واحدة من التأهّل إلى المحفل العالمي لولا يد تيري هنري التي منحت البطاقة للمنتخب الفرنسي.
يواكيم لوف (52 عاماً) المدرّب الحادي عشر فقط في تاريخ المنتخب الألماني، والمستمر في عمله منذ عام 2006، كان لاعباً عادياً مع فرق عادية أيضاً، إذ لم يحقّق ألقاباً تُذكر مع الفريق التي لعب لها ( فرايبورغ، ستراتسبورغ، كارلسروه)، على الرغم من أنه لعب 282 مباراة سجّل فيها (68) هدفاً.
ولم يكن للاعب خط الوسط الهجومي سوى أربع مشاركات دولية مع منتخب تحت الـ21 عاماً، وبعد رحلة غير موفّقة مع تدريب الأندية، نجح لوف بإثبات جدارته في تدريب المنتخب عندما عُين مساعداً ليورغن كلينسمان عام 2004، ومع انتهاء كأس العالم 2006 ارتأى اتحاد كرة القدم الألماني ترقية لوف إلى المدرّب الأوّل للمنتخب.
وبعد ثبات الأداء العالي للـ"مانشفت" في السنوات التي قادها لوف يتوقّع محللو كرة القدم في العالم أن يستخرج المدرّب المعروف بحزمه، الأفضل من رجاله في يورو 2012، لقيادتهم إلى أوّل بطولة كبيرة منذ عام 1996، خصوصاً أن منتخب ألمانيا حاز الأفضلية عام 2011 من حيث النتائج والأداء من وجهة نظر الأغلبية.
مارفيك اسم مرموق
عندما يأتي الحديث عن مدرّب منتخب هولندا بيرت فان مارفيك فإنه لا يمكن تجاهُل مسيرة هذا الرجل في الملاعب قبل أن يصبح مدرّباً مرموقاً، فلاعب شارك في 468 مباراة بين الدوري الهولندي والبلجيكي بالتأكيد أصبح لديه الخبرة الكافية لينطلق إلى عالم التدريب.
وتنقّل مارفيك في أكثر من مركز حين كان لاعباً، من خط الوسط إلى الجناح وأخيراً لعب مهاجماً، لكنه لم يمثّل المنتخب الهولندي سوى في مباراة ودّية واحدة كانت ضد يوغسلافيا عام 1975.
أما في عالم التدريب فكانت بدايته متواضعة وانتظر حتى عام 2002 ليحقّق أوّل لقب له كمدرّب حيث قاد فينوورد الهولندي للفوز بكأس الاتحاد الأوروبي.
وفي عام 2008 ترأّس مارفيك الجهاز الفني لمنتخب هولندا، ونجح في قيادته إلى المباراة النهائية من بطولة كأس العالم عام 2010 في جنوب أفريقيا مما جعل العالم كله يقف احتراماً لهذا المدرّب، إلا أن كلّ من يحب الكرة الهولندية يرى أن الوقت قد حان للتخلّي عن المركز الثاني واستعادة اللقب القاري الذي نالته هولندا مرّة وحيدة عام 1988، خصوصاً أن منتخب الطواحين يضمّ بين صفوفه نخبة من أرفع اللاعبين على مستوى العالم.
برانديلي.. أوّل بطولة دولية
تشيزاري برانديلي (54 عاماً) مدرّب منتخب إيطاليا، لم يكن اسماً لامعاً على العُشب الأخضر، فلاعب خط الوسط لم يرتدِ فانيلة المنتخب الوطني إطلاقاً، بالتالي ستكون مشاركته في أمم أوروبا أمراً حماسياً له كمدرّب يريد ترك بصمة.
وعلى صعيد الأندية انتقل تشيزاري من أتلانتا حيث بدايته، إلى يوفنتوس وبقي فيه لستة مواسم وحقّق معه ثلاث بطولات دوري، وبطولة دوري أوروبا لمرّة واحدة، لتكون الفترة المضيئة له كلاعب مع البيانكونيري، قبل أن يعود إلى أتلانتا مرّة ثانية ويختم مسيرته فيه عام 1990.
وتميّز برانديلي بالطباع الهادئة التي بقيت معه في حياته المهنية كمدرّب لأوّل مرّة لشباب أتلانتا فحقّق نتائج ممتازة معهم، جعلت منه اسماً مرغوباً في أندية "السيرا A" فدرّب فرق، ليتشي وفيرونا وبارما وروما قبل أن يستقر به الرحال كمدرّب لفيورنتينا مدة 5 سنوات.
وفي أيار عام 2010 عُين برانديلي على رأس المنتخب الإيطالي خلفاً لمارتشيلو ليبي، وبعد قيادته المنتخب إلى النهائيات يأمل عشاق الأزوري بالوصول إلى قمة الهرم الأوروبي، مع برانديلي.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire